الفيلم المغربي "أيام الوهم" يدخل المنافسة الرسمية لمهرجان مراكش


ملصق الفيلم
مراكش - حسن الأشرف
كان اليوم الخامس من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يوماً مغربياً بامتياز، حيث عرف في بدايته دخول الفيلم المغربي "أيام الوهم" غمار المسابقة، وانتهت أمسية الثلاثاء 7-12-2010 بتكريم المخرج الكبير محمد عبدالرحمان التازي، وكذلك تكريم أحد أقطاب السينما المغربية الراحل العربي الدغمي.

ووصل عدد الصحافيين إلى أكثر من 580 إعلامياً ينتمون إلى 20 دولة من القارات الخمس، وقد عانى الكثير منهم من خطأ حراس الأمن الخاص بسبب منعهم من ولوج أماكن تواجد النجوم.

فيلم طموح

الممثل عمر لطفي بطل فيلم أيام الوهم
وتميز عرض الفيلم المغربي "أيام الوهم" بحضور منتجه نبيل عيوش ومخرجه طلال السلهامي، وعدد من أبطاله مثل مريم الراوي وعمر لطفي، وحظي أيضاً بمتابعة مكثفة للجمهور المحلي المراكشي.

وتحولت القاعة إلى ما يشبه المسرح، حيث في كل مرة كانت تتعالى الهتافات أو تقطع التصفيقات لقطة مؤثرة، ما جعل بطل الفيلم الممثل عمر لطفي يبدي انزعاجه في تصريح لـ"العربية.نت" من مثل هذا الحماس في غير محله، متسائلاً عن سبب هذا التشويش.

وعبّر عدد من النقاد عن ارتياحهم للفيلم المغربي، ورأوا فيه قفزة نوعية في السينما المغربية لاسيما أنه كان خالياً من اللقطات الجنسية الصادمة المتعارضة مع القيم المحافظة للمجتمع، والتي سادت أغلب الأفلام المتبارية، على الرغم من أن البعض انتقد تخلله كلمات ساقطة ومحاولة الأبطال التحدث بأكثر من لغة عربية دارجة وفرنسية وأحياناً بالانجليزية.

وحاول المخرج طلال السلهامي أن يبصم على الفيلم بلمسة متميزة، حيث أضاف إلى تناوله لموضوع بطالة الشباب بطريقة سينمائية مبتكرة، طابع الخيال والرعب وهو ما يميز ما يسمى بـ"سينما النوع" الذي اشتهر بها عدد من المخرجين العالميين.

ويحكي الفيلم قصة خمسة أشخاص ذوي تخصصات مختلفة يتنافسون للظفر بفرصة عمل في إحدى أكبر الشركات العالمية التي استقرت أخيراً بالمغرب. وبعد مقابلة مع الرئيس المدير العام للشركة، يجد المرشحون أنفسهم وسط أرض خالية في منطقة جبلية.

ومع تسارع الأحداث تظهر على السطح قيم إنسانية دفينة، أحياناً تتسم بالإيجابية مثل الإيثار والوفاء للزوجة، وأخرى سلبية مثل الأنانية والكراهية والتجسس، وفي كل مرة تتعقد المشكلة في الحصول على حل للورطة، يقحم المخرج شخصية عائلية تأتي من بعيد لتساعد وتعطي الحل الذي يكون عنيفاً في كل مرة.

وقال المنتج عيوش في تصريح لـ"العربية.نت" إن اختيار مثل هذه الأفلام كان مقصوداً، مردفاً أنها موجة جديدة سوف تقتحم مجال السينما في المغرب، وكان عيوش مقتنعاً بأن الفيلم سيحصد جائزة أو جائزتين في المهرجان.

أما النجمة الصاعدة مريم الراوي (آسية)، والنجم عمر لطفي (سمير)، أبرز شخصيات الفيلم، إلى جانب كل من عصام بوعلي (سعيد)، وكريم السعيدي (هشام)، ومصطفى الهواري (جمال) ـ فقد صرحا لـ"العربية.نت" بالقول: "لا يمكن أن نتوقع هل سيفوز الفيلم أم لا، لكن المهم أن الفوز الحقيقي هو التواجد داخل مهرجان عالمي قوي"، وأضاف لطفي "أكيد أن تجربة الممثلين والمخرج تضافرت من أجل إحراج الفيلم في حلة جيدة".

تكريم عملاقين مغربيين

الراحل العربي الدغمي الذي تم تكريمه أمس الثلاثاء
وغلبت على أمسية التكريم ليلة أمس الثلاثاء المشاعرُ الإنسانية المتدفقة، وشوهدت دموع عدد من الحاضرين تنهمر بسلاسة حين تسلم ابنا النجم المغربي الراحل العربي الدغمي التوأم نجمة التكريم الذهبية، في حين استدعى المخرج محمد عبدالرحمن التازي ولده وبنته للخشبة ليكتمل المشهد العائلي وسط تصفيق جماهيري حار بحضور عدد كبير من الفنانين المغاربة من جميع الأجيال.

ويعتبر الدغمي والتازي نجمين بكل المقاييس حسب العديد من النقاد، باعتبار أنهما نقلا السينما المغربية إلى مصاف العالمية بفضل جهودهما الشخصية، ولاقا نجاحاً جماهيرياً كبيراً لم يكن سائداً في تقاليد الإنتاج السينمائي المغربي.

يُشار إلى أن العربي الدغمي ازداد سنة 1931، وبدأ مشواره الفني في مسرح المعمورة عن سن لم يتعد 16 سنة، وشارك في أول فيلم دولي مطول سنة 1955 "طبيب رغم أنفه" لمخرجه هنري جاك، وسنة 1975 في فيلم "الرجل الذي أراد أن يكون ملكاً" لجون هوستون، والذي عرض في اليوم ذاته في الهواء الطلق بالساحة الشهيرة جامع الفنا، حيث تجمع الآلاف بها لمشاهدته واقفين، ومثل أيضاً في فيلم "مدينة الذهب المفقودة" لكاري نيلسون، وتوفي الدغمي في سنة 1994.

أما محمد عبدالرحمن التازي (68 سنة)، فيعرف عنه أنه خريج المعهد العالي السينمائي في باريس سنة 1963، قدم أول أعماله الطويلة سنة 1981 بفيلم "السفر الطويل"، قبل أن يخرج فيلم "باديس" سنة 1988، واشتهر بفيلم "البحث عن زوج امرأتي" سنة 1993، قبل أن يقدم فيلمه الرابع "لالة حبي" سنة 1996، و"جارات أبي موسى" سنة 2003.

حضور صحافي ضخم


المخرج محمد عبد الرحمان التازي الذي تم تكريمه ليلة أمس
ومن جهة أخرى، تميز مهرجان مراكش بحضور طاغ للإعلاميين من العديد من بلدان العالم، وبلغ عدد "شارات المرور" خلال الأيام الأولى الأربعة ـ وفق أحد المنظمين ـ ما يناهز 10 آلاف شارة، وهو رقم يظهر مدى الإقبال الجماهيري على المهرجان من طرف المراكشيين خاصة الشباب منهم، في حين وصل عدد الصحافيين إلى حوالي 580 من 20 دولة من القارات الخمس خاصة من دول الشرق العربي.

وتميز الجسم الصحافي بحضور صحافي من "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، وآخر جزائري هو سعد يونس لكنه غادر بسبب مشاكل مع المنظمين، في حين استاء عدد منهم من الطريقة التي تعاملت معهم بها المخرجة الشابة محاسن الحشادي الفائزة بجائزة الفيلم القصير الخاص بمدارس السينما حين رفضت التصريح لأي أحد.

وعانى الصحافيون من غلظة حراس الأمن الخاص الذين يمنعونهم من ولوج أماكن تواجد النجوم بسبب التعليمات، وهو ما جعل مديرة قناة "تي في 5 موند" الفرنسية تعبر عن امتعاضها، مشيرة إلى أن القناة شريكة أساسية في المهرجان.
December 9, 2010