فرنسا تعتزم إجراء نقاش وطني حول الإسلام والعلمانية


باريس - يعتزم الحزب الحاكم في فرنسا اجراء نقاش وطني حول دور الإسلام واحترام العلمانية الفرنسية بين المسلمين في فرنسا وهما قضيتان تبرزان كموضوعين رئيسيين للانتخابات الرئاسية المقررة العام القادم.

وقال جان فرانسوا كوب الامين العام لحزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية الذي يتزعمه الرئيس نيكولا ساركوزي ان النقاش سيتناول قضايا مثل تمويل وبناء المساجد ومحتويات خطب الجمعة وتعليم ائمة المساجد.

ويأتي الإعلان بعد اجتماع عقده المشرعون في الحزب الحاكم مع ساركوزي الأربعاء. ويجيء في اعقاب اعلان الرئيس الاسبوع الماضي بأن التعددية الثقافية فشلت في فرنسا.

وأدلت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في الشهور القليلة الماضية بتصريحات مماثلة اعتبرت بأنها تستهدف الأقليات المسلمة هناك. ويوجد في فرنسا أكبر اقلية اسلامية في اوروبا ويبلغ عددها خمسة ملايين نسمة.

وقال كوب ان النقاش الذي من المقرر ان يبدأ في اوائل ابريل/ نيسان سيتناول "كيفية تنظيم الممارسة الدينية في بلدنا حتى تكون متوافقة مع قواعد جمهوريتنا العلمانية".

وقال اعضاء برلمانيون من الحزب الحاكم ان ساركوزي ابلغهم بان عليهم ان يقودوا هذا النقاش لضمان ان يكون تحت السيطرة. وبدأت الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة والتي نشطت مع زعيمتها الجديدة مارين لوبان حملة تنتقد المسلمين في فرنسا.

ونقلوا عن ساركوزي قوله "حزبنا ومن ثم البرلمان يجب ان يتناول هذا الموضوع.. لا اريد مصلين في الشوراع او نداءات للصلاة. اجرينا نقاشا بشأن النقاب وكان ذلك جيدا. نحتاج الى الاتفاق بصفة مبدئية على مكان الدين عام 2011".

وسعت فرنسا لبقاء الدين بعيدا عن الحياة العامة منذ ان فصلت رسميا الكنيسة الكاثوليكية عن الدولة عام 1905.

ومثل تزايد الاقلية المسلمة في العقود القليلة الماضية تحديات جديدة ادت أحيانا إلى نقاشات حامية.

وحظرت الحكومة الفرنسية الحجاب في المدارس الحكومية عام 2004 وحظرت النقاب في الاماكن العامة العام الماضي. ولكن لا توجد لوائح بشان الوجبات الحلال في المدارس على سبيل المثال او ما اذا كان المسلمون يستطيعون الصلاة في الشوارع خارج المساجد المكتظة.

وأجرت الحكومة الفرنسية نقاشا في سائر انحاء البلاد بشان الهوية الوطنية في عامي 2009 و2010 قبل حظر النقاب. وانتقد الكثير من المسلمين النقاش قائلين انه تحول إلى منتدى للتنديد بهم والسماح لاشخاص بالافصاح عن وجهات نظر متحيزة عن الاسلام.

وسرقت مارين لوبان ابنة مؤسس الجبهة الوطنية جان ماري لوبان البساط من تحت اقدام الحزب الحاكم في فرنسا في ديسمبر كانون الاول حين وصفت صلاة المسلمين في الشوراع بالاحتلال النازي ابان زمن الحرب.

وقالت ماري بنديكت الير المعلقة في راديو ار تي ال "مارين لوبان تكتسب شعبية اكبر من والدها ولهذا فانه مع بقاء 18 شهرا قبل الانتخابات الرئاسية تستطيعون ان تروا السبب الذي يجعل الامر ملحا بالنسبة للحزب الحاكم لاجراء نقاش بشأن وضع المسلمين في فرنسا والكيفية التي يمارسون بها دينهم".

وحين سأل صحفيون كوب عما اذا كان النقاش الذي سيجريه الحزب الحاكم عن الاسلام من شأنه ان يعطي مصداقية فحسب لحملة لوبان رد قائلا "مارين لوبان تسلط الضوء على المشكلات لكنها لا تبذل الكثير من الجهد بشأن حلها".
BY:www.alarabonline.org
19.2.2011