عرض "شهرزاد" دعوة صامتة لإحترام حقوق المرأة
ياسر سلطان
"فرقة الصامتين".. هي تجربة فنية متميزة ظهرت إلى الوجود لأول مرة في عام 2005 . تضم الفرقة مجموعة من ذوي الإعاقة السمعية من الأطفال.
وتعد هذه التجربة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، بل والعالم، على حد قول مؤسسها الفنان المصري رضا عبد العزيز وهو مخرج ومصمم رقصات شاب تأثر بأسلوب الفنانة الألمانية الشهيرة "بينا باوش".
يعيش رضا ويعمل في مدينة المحلة في قلب الدلتا المصرية، وتتبنى فرقته فكرة التواصل بين ذوي الإحتياجات الخاصة من الصم والبكم وغيرهم من الأسوياء عن طريق الرقص والآداء الحركي.
واتجه عبد العزيز إلى تأسيس الفرقة عندما لاحظ أن العروض المسرحية التي يقدمها الصم بلغة الإشارة الخاصة بهم لا تحقق التواصل والتفاهم الكامل بينهم وبين غيرهم من العاديين ففكر في أسلوب جديد لتحقيق هذا التواصل على طريقة الموسيقار العالمي بيتهوفن الذي ألف أروع موسيقاه بعد أن أصيب بالصمم.
واعتمد رضا في تدريب أفراد الفرقة كما يقول على أسلوب الإتصال العظمى وهو عبارة عن تحويل النغمات الموسيقية إلى ذبذبات يحسها الصامتين عوضا عن سماعها.
ولقد حققت فرقة الصامتين نجاحا جماهيريا وفنيا وإعلاميا كبيرا قلما حققته فرق أخرى بتجربتها الفنية الإنسانية الفريدة والمبهرة، ظهر ذلك بوضوح من خلال مشاركتها فى مختلف المهرجانات الدولية والقومية منها المهرجان الدولى السابع للرقص المسرحى الحديث على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، ومهرجان اليوم العالمي للمعاق بالمركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، كما أشاد بفرقته الكثير من المتخصصين والمهتمين بمجال المسرح الإستعراضي في مصر والخارج.
وقدمت الفرقة مؤخرا أحدث عروضها على مسرح طلعت حرب تحت عنوان "شهرزاد" وهو عرض مسرحي راقص جاء نتاجا لورشة الآداء الحركي التي أقيمت بمركز طلعت حرب الثقافي بالقاهرة لمدة شهرين.
وعن هذا العرض يعلق الفنان رضا عبد العزيز قائلا: في هذا العرض قدم الأطفال لوحات حركية مستوحاة من حكايات ألف ليلة وليلة الشهيرة ولكن برؤية عصرية، إذ يعبر العرض عن إنتهاك حقوق المرأة العربية. وعبرت اللوحات الراقصة عن مختلف أشكال الإنتهاكات التي تتعرض لها المرأة العربية من عنف بدني ونفسى.
وظهر شهريار كنموذج للرجل الشرقي المستبد الذي يتعامل مع المرأة بسيفة، وقدمت شهرزاد كمثال للمرأة الحكيمة التي إستطاعت توظيف كل خبراتها وأدواتها وإمكانياتها الثقافية والأنثوية ودهائها في تحويل شهريار إلى خلق آخر ذو مشاعر مرهفة وأحساسيس رائعة في مشهد الندم على ما اقترفت يداه وهو يمد يده لأرواح ضحاياه طالبا العفو والسماح منهن.
ويضيف عبد العزيز قائلا: عرض "شهرزاد" دعوة صامتة أطلقها مجموعة من الأطفال من ذوي الإعاقة لإحترام حقوق المرأة، وقد شارك في العرض 25 طفل وطفلة من ذوي الإعاقة الذهنية والسمعية قدموا أحداث المسرحية على مدار ساعة من خلال مزج بين الرقص المسرحي والفلكلور المصري بتوظيف رائع لرقصة التنورة.
وعن تأثره بمصممة الرقصات الألمانية الراحلة بينا باوش يقول رضا: على الرغم من أنني لم ألتق بهذه الفنانة الرائعة بينا باوش إلا أنني أنتمى إلا فلسفتها وطريقتها في الآداء حيث تأثرت بفكرها ورقصاتها من خلال متابعتي لعروضها ومن خلال الإتصال غير المباشر بها عن طريق الإنترنت وهي صاحبة النظرية الشهيرة "كل جسد يمكنه أن يرقص" وتلك النظرية هي ما استندت عليه في تجربتي مع الصامتين بعد أن اعتمدت على أسلوب الإتصال العظمى الذي ابتكره الفنان العالمي بيتهوفن وقمت بتطويره ليتناسب وطبيعة إعاقة الصامتين.
ويضيف رضا: بينا باوش هي معلمتي الحقيقية وقد أشادت بتجربتي مع الصامتين ووصفتها بأنها انقلاب فني وقفزة هائلة للرقص المسرحي، وكان من المفترض أن ألتقى بها أنا وأعضاء فرقتي عند زيارتها إلى مصر العام قبل الماضي، غير أنها وبكل أسف توفيت وحضرت فرقتها من دونها.
• تجربة فرقة الصامتين فريدة ورائدة فماذا تحتاج لكي تستمر ويتضاعف نجاحها؟
- ينقصنا الدعم المالي السنوي لإنتاج مزيد من العروض فلقد تحملت المسؤلية كاملة بمفردي منذ إنشاء الفرقة، وحتى الآن فكنت منتجا ومخرجا ومصمما لكل عروضها على أمل أن نعثر على الدعم المناسب من الجهات الرسمية.
• ما هي أكبر الصعوبات التي تواجهك كمؤسس للفرقة؟
- لن تصدقني حين أقول لك أن أكبر الصعوبات التي تواجهني هي نجاح الفرقة غير المسبوق، حيث أنها كانت تمثل ولا تزال مطمعا لبعض المسؤولين فى وزارة الثقافة، وهم السبب الرئيسي في تأخر حصول الفرقة على الدعم المالي لأنهم كانو يريدون الإستحواذ على الفرقة والسطو على نجاحها.
• وكيف تتعامل إذا مع تلك الأزمة؟
- أحاول جاهدا أن أفتح العديد من قنوات الإتصال مع مختلف المراكز الثقافية والأوروبية في القاهرة للحصول على دعم للفرقة بل أحاول خلق قاعدة من التعاون المشترك من أجل تعميم تلك التجربة ونقلها إلى بلدان أخرى.
"فرقة الصامتين".. هي تجربة فنية متميزة ظهرت إلى الوجود لأول مرة في عام 2005 . تضم الفرقة مجموعة من ذوي الإعاقة السمعية من الأطفال.
وتعد هذه التجربة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، بل والعالم، على حد قول مؤسسها الفنان المصري رضا عبد العزيز وهو مخرج ومصمم رقصات شاب تأثر بأسلوب الفنانة الألمانية الشهيرة "بينا باوش".
يعيش رضا ويعمل في مدينة المحلة في قلب الدلتا المصرية، وتتبنى فرقته فكرة التواصل بين ذوي الإحتياجات الخاصة من الصم والبكم وغيرهم من الأسوياء عن طريق الرقص والآداء الحركي.
واتجه عبد العزيز إلى تأسيس الفرقة عندما لاحظ أن العروض المسرحية التي يقدمها الصم بلغة الإشارة الخاصة بهم لا تحقق التواصل والتفاهم الكامل بينهم وبين غيرهم من العاديين ففكر في أسلوب جديد لتحقيق هذا التواصل على طريقة الموسيقار العالمي بيتهوفن الذي ألف أروع موسيقاه بعد أن أصيب بالصمم.
واعتمد رضا في تدريب أفراد الفرقة كما يقول على أسلوب الإتصال العظمى وهو عبارة عن تحويل النغمات الموسيقية إلى ذبذبات يحسها الصامتين عوضا عن سماعها.
ولقد حققت فرقة الصامتين نجاحا جماهيريا وفنيا وإعلاميا كبيرا قلما حققته فرق أخرى بتجربتها الفنية الإنسانية الفريدة والمبهرة، ظهر ذلك بوضوح من خلال مشاركتها فى مختلف المهرجانات الدولية والقومية منها المهرجان الدولى السابع للرقص المسرحى الحديث على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، ومهرجان اليوم العالمي للمعاق بالمركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، كما أشاد بفرقته الكثير من المتخصصين والمهتمين بمجال المسرح الإستعراضي في مصر والخارج.
وقدمت الفرقة مؤخرا أحدث عروضها على مسرح طلعت حرب تحت عنوان "شهرزاد" وهو عرض مسرحي راقص جاء نتاجا لورشة الآداء الحركي التي أقيمت بمركز طلعت حرب الثقافي بالقاهرة لمدة شهرين.
وعن هذا العرض يعلق الفنان رضا عبد العزيز قائلا: في هذا العرض قدم الأطفال لوحات حركية مستوحاة من حكايات ألف ليلة وليلة الشهيرة ولكن برؤية عصرية، إذ يعبر العرض عن إنتهاك حقوق المرأة العربية. وعبرت اللوحات الراقصة عن مختلف أشكال الإنتهاكات التي تتعرض لها المرأة العربية من عنف بدني ونفسى.
وظهر شهريار كنموذج للرجل الشرقي المستبد الذي يتعامل مع المرأة بسيفة، وقدمت شهرزاد كمثال للمرأة الحكيمة التي إستطاعت توظيف كل خبراتها وأدواتها وإمكانياتها الثقافية والأنثوية ودهائها في تحويل شهريار إلى خلق آخر ذو مشاعر مرهفة وأحساسيس رائعة في مشهد الندم على ما اقترفت يداه وهو يمد يده لأرواح ضحاياه طالبا العفو والسماح منهن.
ويضيف عبد العزيز قائلا: عرض "شهرزاد" دعوة صامتة أطلقها مجموعة من الأطفال من ذوي الإعاقة لإحترام حقوق المرأة، وقد شارك في العرض 25 طفل وطفلة من ذوي الإعاقة الذهنية والسمعية قدموا أحداث المسرحية على مدار ساعة من خلال مزج بين الرقص المسرحي والفلكلور المصري بتوظيف رائع لرقصة التنورة.
وعن تأثره بمصممة الرقصات الألمانية الراحلة بينا باوش يقول رضا: على الرغم من أنني لم ألتق بهذه الفنانة الرائعة بينا باوش إلا أنني أنتمى إلا فلسفتها وطريقتها في الآداء حيث تأثرت بفكرها ورقصاتها من خلال متابعتي لعروضها ومن خلال الإتصال غير المباشر بها عن طريق الإنترنت وهي صاحبة النظرية الشهيرة "كل جسد يمكنه أن يرقص" وتلك النظرية هي ما استندت عليه في تجربتي مع الصامتين بعد أن اعتمدت على أسلوب الإتصال العظمى الذي ابتكره الفنان العالمي بيتهوفن وقمت بتطويره ليتناسب وطبيعة إعاقة الصامتين.
ويضيف رضا: بينا باوش هي معلمتي الحقيقية وقد أشادت بتجربتي مع الصامتين ووصفتها بأنها انقلاب فني وقفزة هائلة للرقص المسرحي، وكان من المفترض أن ألتقى بها أنا وأعضاء فرقتي عند زيارتها إلى مصر العام قبل الماضي، غير أنها وبكل أسف توفيت وحضرت فرقتها من دونها.
• تجربة فرقة الصامتين فريدة ورائدة فماذا تحتاج لكي تستمر ويتضاعف نجاحها؟
- ينقصنا الدعم المالي السنوي لإنتاج مزيد من العروض فلقد تحملت المسؤلية كاملة بمفردي منذ إنشاء الفرقة، وحتى الآن فكنت منتجا ومخرجا ومصمما لكل عروضها على أمل أن نعثر على الدعم المناسب من الجهات الرسمية.
• ما هي أكبر الصعوبات التي تواجهك كمؤسس للفرقة؟
- لن تصدقني حين أقول لك أن أكبر الصعوبات التي تواجهني هي نجاح الفرقة غير المسبوق، حيث أنها كانت تمثل ولا تزال مطمعا لبعض المسؤولين فى وزارة الثقافة، وهم السبب الرئيسي في تأخر حصول الفرقة على الدعم المالي لأنهم كانو يريدون الإستحواذ على الفرقة والسطو على نجاحها.
• وكيف تتعامل إذا مع تلك الأزمة؟
- أحاول جاهدا أن أفتح العديد من قنوات الإتصال مع مختلف المراكز الثقافية والأوروبية في القاهرة للحصول على دعم للفرقة بل أحاول خلق قاعدة من التعاون المشترك من أجل تعميم تلك التجربة ونقلها إلى بلدان أخرى.
BY:www.alarabonline.org