أسعار اللحوم في السعودية تخالف التوقعات وترتفع 10%


الدمام – محمد هاني
تعوّل السعودية على استيراد نحو مليوني رأس من الأغنام الصومالية والسودانية خلال الأيام المقبلة لتغطية احتياجات سوق المواشي الحية في رمضان وذي الحجة وكبح جماح الأسعار في السوق المحلي، ويدعمها قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بزيادة دعم الأعلاف ومدخلاتها بنسبة 50% والذي جاء متواكباً مع بداية شهر رمضان المبارك، إلا أن تجارا قالوا لـ "العربية.نت" إن أسعار اللحوم لا تزال على ارتفاعها، مشيرين إلى أنها ستنخفض عندما يجد التجار وفرة في المعروض.

ولفتوا إلى أن الأسعار ترتفع في شهر رمضان من كل عام، ويستمر هذه الارتفاع حتى ذي الحجة، بعدها تعود الأسعار إلى الانخفاض، وأكدوا أن أسعار اللحوم شهدت خلال اليومين الماضيين ارتفاعا طفيفا، معاكسة بذلك التوقعات بأن تشهد انخفاضا يصل إلى 10% بسبب الكميات الكبيرة من الأغنام التي تم الإعلان عن استيرادها، والدعم الذي أعلنته الحكومة للأعلاف.

دورة الارتفاع والانخفاض

وأوضح تاجر مواشي مبارك الحربي أن أسعار لحوم العجول والأبقار ارتفعت 3 ريالات للكيلوغرام، فيما ارتفعت أسعار لحوم الأغنام 5 ريالات للكيلو غرام، بواقع يصل إلى 8%.

وتوقع أن تنخفض الأسعار في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الارتفاع الجاري مؤقت، مؤكدا أن الأسعار في مثل هذا الوقت من كل عام ترتفع وتصل ذروتها في شهر رمضان المبارك وتستمر الأسعار إلى عيد الأضحى بعده تأخذ طريقها في الانخفاض في دورة سنوية.

وأظهر أن الأسعار في الفترة الماضية لم تثبت عند الأسعار التي سجلتها بعد عيد الأضحى المبارك الماضي بسبب أسعار الأعلاف، وكان من المتوقع أن تنخفض بنسبة 10 إلى 20% في الفترة التي تستمر نحو 6 أشهر (النصف العام الأول) بسبب عدم وجود مواسم يزداد الاستهلاك فيها مثل رمضان والأعياد والحج.

وأشار إلى أن الماشية حافظت على سعرها المرتفع، لذلك حافظت أسعار اللحوم في محالات هي الأخرى على أسعارها والتي تراوحت بين 33 إلى 40 ريالا للحوم العجول والأبقار، ومن 35 إلى 45 ريالا للأغنام، مضيفا أن الأسعار قبل نحو سنتين كانت تقل عن ذلك بنحو 10 ريالات، بما يعني أنها ارتفعت بنحو 30%.

دعم الأعلاف

من جهة أخرى، قال تاجر اللحوم سعود الباشا إن الارتفاع يبدأ في شهر رجب ويستمر حتى يلامس 20% مع بداية شهر رمضان المبارك، مضيفا أن الارتفاع في الأسعار في هذه الفترة من العام، بات أمر طبيعي، وهو لا يقف عند أسعار اللحوم فقط، وإنما يشمل الكثير من السلع الغذائية.

وأوضح أن الأسعار في المواسم ترتفع بسبب زيادة الطلب عليها، وهي مناسبات تكون فيها المواشي سلعة رئيسية، تعتمد فيها المملكة على الاستيراد، بالإضافة إلى مؤثرات أخرى مثل أسعار الأعلاف، مضيفا أن القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة بدعم أسعار الأعلاف وزيادة الاستيراد، من شأنه أن يخفض الأسعار، وهذا قد يستغرق فترة.

وقال الباشا إن الأسعار في العادة ترتفع مع بداية شهر رمضان، إلا أن هذا الارتفاع الحاصل لا علاقة له بذلك، مضيفا أن "الأسعار ترتفع ضمن حلقة عريضة من السلع الأخرى المباشرة وغير المباشرة"، مؤكدا أن عمليات الاستيراد لها تأثير كبير على الأسعار. وأشار إلى أن أسعار الأغنام تبدأ من 400 ريال وتصل إلى 2000 ريال، وحسب نوعيتها.

أسعار غير مسبوقة

من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة الزراعية في غرفة الشرقية جعفر الصفواني أن المخاوف التي كانت لدى المستوردين بأن الأسعار في الربعين الثالث والرابع من العام الجاري سترتفع إلى أرقام قياسية، يجب أن تنتهي مع أنباء الاستيراد بكميات كبيرة جدا، بالإضافة إلى دعم الأعلاف، موضحا أن الأمر يتطلب تضافر الجهود بين وزارتي التجارة والزراعة والمستوردين إلى ترتيب هذا الأمر بما لا يؤدي إلى نقص في الاستيراد، والعمل على إيجاد خيارات عديدة بديلة تكون متوفرة وجاهزة في أي وقت.

ورأى أن أسعار اللحوم الحية وصلت إلى مستويات سعرية غير مسبوقة، مما دعا إلى مطالبة الكثيرين بدعم تجار المواشي الحية، لخفض الأسعار، مبينا أن توفير المواشي في المملكة بحاجة إلى "حلول جذرية، تقلل الاعتماد على المستورد، وكذلك صناعة الأعلاف محليا".

يذكر أن متوسط الاستيراد السنوي للمملكة خلال العشر سنوات الماضية نحو 6 ملايين رأس غنم وربع مليون رأس ماعز وخمسون ألف رأس بقر للذبح سنويا حسب إحصاءات وزارة الزراعة، لذلك إذا أنتجت هذه الكمية أو أكثر منها سنويا بنشاط وعن طريق الشركة المقترحة فإن ذلك يغطي النقص ويشكل تطورا كبيرا في تنمية الثروة الحيوانية ورافدا هاما للاقتصاد الوطني.

ويوجد في المملكة حسب الإحصاءات الرسمية نحو 250 ألف مزرعة متوسطة يتوفر بها مساحات مناسبة لتربية الأغنام منها ما يقارب 75 ألف مزرعة تحتوي على تربية حيوانية، و175 ألفا لا يوجد بها ثروة حيوانية، عدا الشركات المتخصصة.
BY:www.alarabiya.net