الجرائم الإلكترونية عبر "فيسبوك".. هتك أعراض وتصفية حسابات

 
تونس - أمال الهلالي
شهد استعمال موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك" تطوراً ملحوظاً في تونس حيث تجاوز عدد مستعمليه المليون و700 ألف تونسي وفق آخر إحصائيات نشرها "موقع فيس باكر".
ورغم الوجه الإيجابي الذي ظهرت به هذه الوسيلة المحدثة في مد شبكات التواصل وتبادل الأفكار وتقريب وجهات النظر عبر ربط الصداقات "الافتراضية" بين شعوب العالم، إلا أن ذلك لا يخفي الوجه المظلم والحروب الخفية التي تطبخ من وراء شاشات الحاسوب لأشخاص حوّلوا أشهر موقع للتواصل الاجتماعي إلى ساحة للجرائم الإلكترونية، وأداة لتصفية الحسابات الشخصية واستباحوا بقصد أو بغير قصد هتك حرمات الأشخاص وحياتهم الحميمة.

جهل رقمي

ويعتبر السيد معز الصوابني رئيس "الجمعية التونسية للإنترنت" خلال حديثه لـ "العربية.نت" أن "الجهل الرقمي" لمستعملي الإنترنت بشكل عام و"الفيسبوك" بشكل خاص ساهم في ارتفاع معدل "الجريمة الإلكترونية" في البلاد بسبب سوء الاستخدام لهذه الوسيلة.

ويرى أن نشر بعض مستعملي موقع التواصل الاجتماعي الشهير تفاصيل حياتهم الشخصية وصورهم وتحديدهم لتواريخ وأماكن تواجدهم للعموم عن حسن نية سهل للصوص الافتراضيين أو على أرض الواقع ارتكاب جرائمهم بشكل يسير.

ويذهب في المقابل لاعتبار تنامي"الجريمة الإلكترونية" نتيجة عادية لتطور المجتمع الافتراضي واتساع رقعته عبر العالم.

ويضيف:"تونس نجحت في نشر الثقافة الرقمية لكن في المقابل لا بد لأي بلد أن يدفع ضريبة هذا التطور".

ويؤكد في هذا السياق على الدور الذي تلعبه "الجمعية التونسية للإنترنت" في نشر الثقافة الرقمية عبر برامج تحسيسية ضمن شراكة مع الوكالة التونسية للسلامة المعلوماتية.

فنانون ضحايا تحيل وتشهير

وكثيراً ما يقع مستعملوا "الفيسبوك"ضحية تحيل إلكتروني طال أناساً عاديين وفنانين مشهورين على الساحة ولعل أشهر القضايا التي تداولتها وسائل الإعلام التونسية خلال الأشهر الفارطة ووصل مداها إلى أروقة المحاكم تلك المتعلقة "بعاشقة لطيفة التونسية"، التي دفعها حبها الجنوني وغيرتها على هذه الفنانة إلى حد الانتقام عبر فبركة صور خليعة لها ونشرها عبر "الفيسبوك" بعد أن امتنعت لطيفة عن التواصل معها مما دفعها أمام هذا التصرف الإجرامي إلى رفع قضية هي الثانية من نوعها لنفس المتهمة التي سبق لها أن دخلت السجن لارتكابها ذات الجرم المتعلق بالثلب والتشهير.

كما ذهب الفنان التونسي صابر الرباعي ضحية انتحال صفة ومحاولة تشويه سمعته عبر "الفيسبوك" حيث عمد شاب يحمل جنسية عربية إلى انتحال صفته وتقديم نفسه أمام المعجبات على أساس أنه الفنان المعروف، كما طلب من الفتيات الظهور بشكل مخل للأدب مما دفع ببعض أصدقاء صابر المقربين إلى لومه ليكتشف أنه راح ضحية "تحيل إلكتروني" ويقدم قضية ليتم خلال أسابيع القبض على منتحل شخصه والتحقيق معه.

وبعيدا عن الفن والفنانين قضت محكمة تونسية السنة الماضية بسجن أستاذة جامعية متقاعدة ثمانية أشهر لترويجها شائعة عن خطف أطفال على موقع "الفيسبوك" في أول جريمة إلكترونية شهدتها البلاد.

ووجهت المحكمة الابتدائية بالعاصمة للمرأة تهمة "توزيع وعرض نشرات أجنبية المصدر على العموم من شأنها تعكير صفو الأمن العام في البلاد".

وتعد تلك الحادثة سابقة في القضاء التونسي يحاكم فيها شخص في تونس على جريمة مكانها افتراضي وهي شبكة الإنترنت.

استخدام أسماء مستعارة

ويقر الأستاذ معز بوراس المحامي بصعوبة تحديد أركان الجريمة الإلكترونية نظراً لغياب أدلة مادية ملموسة على خلاف الجرائم العادية في ظل غياب مجلة قانونية جامعة وشاملة لأحكام زجرية متعلقة بهذه النوعية من الجرائم.

ويرى أن أغلب مستعملي موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك" يدخلون بأسماء مستعارة مما سهل عمليات التحيل واللصوصية عبر شبكة الإنترنت.

ويضيف: "مع الأسف جل الجرائم المرتكبة عبر "فيس بوك" تظل طي الكتمان مالم يقع التبليغ عنها من قبل أصحابها المتضررين".

ويواصل"المشرّع التونسي يعتبر مثل هذه القضايا جنحاً ومخالفات لاترتقي للجنايات وتتراوح في مجملها مابين عقوبات سالبة للحرية يعاقب عليها بالسجن من 16 يوما إلى 5 سنوات فضلا عن عقوبات وخطايا مالية".

كما ينص الفصل 86 من مجلة الاتصالات الصادر بالقانون عدد 1 لسنة 2001 المؤرخ في 15 يناير/كانون الثاني 2001 على أنه يعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين سنة واحدة وسنتين وبخطية من مائة إلى ألف دينار كل من يعمد الإساءة إلى الغير أو إزعاج راحتهم عبر الشبكات العمومية للاتصالات.

يذكر أن موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك"'أغلق في تونس أمام مستخدميه سنة 2008 قبل أن يتدخل رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي شخصياً ويأذن بإعادة فتحه للعموم.
November 25, 2010