مدينة نابلس
نقطتا تفتيش عسكريتان و حواجز شوارع، أصبحت حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية مريرة في أغلب الأحيان وليس هناك الكثير مما يدعو للضحك.
تسعى مجموعة من البهلوانات الأسبان لبث بعض روح الأمل والتفاؤل في الحياة اليومية لفلسطيني الضفة الغربية في إطار مشروع جديد.
بذل ثلاثة مهرجين أسبان جهدا واضحا خلال ورشة العمل التي أقيمت في مدينة نابلس بما قدموه من ألعاب وتمرينات إيقاعية وتمرينات على الرقص وذلك لجذب مجموعة من عشرين شابة وشاب في المدينة.
ومن بين فقرات البرنامج لعبة تقاذف عدة كرات باليدين في وقت واحد، بالإضافة إلى فقرات مضحكة تهدف "للعلاج بالضحك".
ولابد للمشاركين الفلسطينيين من وضع أنف البهلوان الحمراء على أنوفهم أثناء المشاركة مع البهلوانات.
ويقول أوسكار، أحد رؤساء مجموعات البهلوانات إن المهرج شخص منفتح على كل شيء "فهو رمز لإنسان طيب يقبل ما يحدث له.. ورغم أن المهرج يكون جادا، أو يشعر بخيبة الأمل أحيانا، إلا أنه لا يستحي من إبداء مشاعر الإحباط ثم تجاوزها في نهاية المطاف".
يعاني بعض الفلسطينيين الشباب الذين تجمعوا في مركز الإغاثة في نابلس من مشاكل في التواصل مع الآخرين لذلك فإنهم سيتعلمون من خلال لعبة نقل مشاعرهم لمشاركين آخرين ، ولكن عبر الأعين فقط.
يرى المهرج أوسكار أن "للنظرة سحرا" ويقول:"نستطيع تعلم إقامة اتصال مع انسان من خلال النظرات فقط ونقل مشاعرنا لهذا الشخص من خلال هذه النظرات".
غير ان التقاليد الصارمة التي لا تزال باقية في المجتمع الفلسطيني تصعب بعض الألعاب حيث ينفصل الرجال عن النساء بشكل تلقائي عندما يصل الأمر إلى لعبات الرقص أو الألعاب القائمة على التحرك.
وتؤكد الفتيات أنهن لا يستطعن، بأي حال من الأحوال، الرقص أمام الرجال، ولذلك طلبت إحداهن تغيير هذه اللعبة.
وبحسب المشروع الطوعي للمهرجين في الضفة الغربية، سيكون هناك ثلاث فرق بهلوانية أخرى في الضفة خلال عام وسيزورون عدة مدن مختلفة.
تقوم هذه الفرق بالإعداد خلال هذه الزيارات لإقامة حدث كبير العام المقبل ألا وهو المهرجان الفلسطيني للمهرجين عام 2011 والذي تشرف عليه منظمة "بالاسوس ان ريبلديا" "المهرجون الثوار".
كثيرا ما يواجه المهرجون خلال ورشات عملهم حواجز نفسية كبيرة.
يقول علي نوبامي، أحد الأطباء النفسيين في منظمة "هيومان سابورترز" الإنسانية إن الكثير من الأطفال بمركز مدينة نابلس قد أصيبوا نفسيا بسبب العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل ليلا.
ويضيف: "لقد فقد بعض هؤلاء الأطفال آباءهم أمام أعينهم.. ويعيش معظم هؤلاء في مناخ متوتر، ويعانون من مشاكل اجتماعية ويطورون سلوكيات عدوانية، وهنا يمكن أن تصنع ورشة عمل المهرجين معجزة.. حيث يصبحون بعد مشاهدة هذه الورش أكثر طاقة وسعادة..نحن نرى صورة أخرى للمجتمع الفلسطيني الشباب فيها أنشط واجتماعيون أكثر".
أما المهرجان الآخران، يافي و آله، فلديهما انطباع بأن الكثير من الأطفال الفلسطينيين قد نموا بغير إقبال كاف على الحياة "فالكثير من الأطفال يولدون هنا لمجرد أن هناك حربا سكانية مع إسرائيل، ولكن أسر هؤلاء الأطفال لا يولونهم فيما بعد الاهتمام الكافي الذي يحتاجونه" حسبما قال المهرج يافي/38 عاما/ الذي أشار إلى أن المهرجين قابلوا الكثير من الأطفال الذين لا يعرفون ما تعنيه السعادة الحقيقية.
ولكن الاحتلال يعني بالنسبة للكثير من النساء الفلسطينيات أيضا الإجهاد الدائم، حيث قالت إحدى نساء معسكرات اللاجئين في رام الله للمهرجين إنها ضحكت لأول مرة منذ عدة أشهر أثناء مشاهدتها الألعاب البهلوانية.
ويقول يافي إن طفلا في بلدة سلوان، بالجزء الشرقي من القدس أجاب عندما سئل عن مزاجه وحالته النفسية بالقول: "حزينة"، ثم حاول المهرج يافي رفع حالته المعنوية وقال: "سنضحك اليوم" ولكن الطفل اكتفى بالرد قائلا:"نعم ولكني سأصبح حزينا مرة أخرى غدا".
نابلس - لورا فيلينا دياتس و سارة ليمل
تسعى مجموعة من البهلوانات الأسبان لبث بعض روح الأمل والتفاؤل في الحياة اليومية لفلسطيني الضفة الغربية في إطار مشروع جديد.
بذل ثلاثة مهرجين أسبان جهدا واضحا خلال ورشة العمل التي أقيمت في مدينة نابلس بما قدموه من ألعاب وتمرينات إيقاعية وتمرينات على الرقص وذلك لجذب مجموعة من عشرين شابة وشاب في المدينة.
ومن بين فقرات البرنامج لعبة تقاذف عدة كرات باليدين في وقت واحد، بالإضافة إلى فقرات مضحكة تهدف "للعلاج بالضحك".
ولابد للمشاركين الفلسطينيين من وضع أنف البهلوان الحمراء على أنوفهم أثناء المشاركة مع البهلوانات.
ويقول أوسكار، أحد رؤساء مجموعات البهلوانات إن المهرج شخص منفتح على كل شيء "فهو رمز لإنسان طيب يقبل ما يحدث له.. ورغم أن المهرج يكون جادا، أو يشعر بخيبة الأمل أحيانا، إلا أنه لا يستحي من إبداء مشاعر الإحباط ثم تجاوزها في نهاية المطاف".
يعاني بعض الفلسطينيين الشباب الذين تجمعوا في مركز الإغاثة في نابلس من مشاكل في التواصل مع الآخرين لذلك فإنهم سيتعلمون من خلال لعبة نقل مشاعرهم لمشاركين آخرين ، ولكن عبر الأعين فقط.
يرى المهرج أوسكار أن "للنظرة سحرا" ويقول:"نستطيع تعلم إقامة اتصال مع انسان من خلال النظرات فقط ونقل مشاعرنا لهذا الشخص من خلال هذه النظرات".
غير ان التقاليد الصارمة التي لا تزال باقية في المجتمع الفلسطيني تصعب بعض الألعاب حيث ينفصل الرجال عن النساء بشكل تلقائي عندما يصل الأمر إلى لعبات الرقص أو الألعاب القائمة على التحرك.
وتؤكد الفتيات أنهن لا يستطعن، بأي حال من الأحوال، الرقص أمام الرجال، ولذلك طلبت إحداهن تغيير هذه اللعبة.
وبحسب المشروع الطوعي للمهرجين في الضفة الغربية، سيكون هناك ثلاث فرق بهلوانية أخرى في الضفة خلال عام وسيزورون عدة مدن مختلفة.
تقوم هذه الفرق بالإعداد خلال هذه الزيارات لإقامة حدث كبير العام المقبل ألا وهو المهرجان الفلسطيني للمهرجين عام 2011 والذي تشرف عليه منظمة "بالاسوس ان ريبلديا" "المهرجون الثوار".
كثيرا ما يواجه المهرجون خلال ورشات عملهم حواجز نفسية كبيرة.
يقول علي نوبامي، أحد الأطباء النفسيين في منظمة "هيومان سابورترز" الإنسانية إن الكثير من الأطفال بمركز مدينة نابلس قد أصيبوا نفسيا بسبب العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل ليلا.
ويضيف: "لقد فقد بعض هؤلاء الأطفال آباءهم أمام أعينهم.. ويعيش معظم هؤلاء في مناخ متوتر، ويعانون من مشاكل اجتماعية ويطورون سلوكيات عدوانية، وهنا يمكن أن تصنع ورشة عمل المهرجين معجزة.. حيث يصبحون بعد مشاهدة هذه الورش أكثر طاقة وسعادة..نحن نرى صورة أخرى للمجتمع الفلسطيني الشباب فيها أنشط واجتماعيون أكثر".
أما المهرجان الآخران، يافي و آله، فلديهما انطباع بأن الكثير من الأطفال الفلسطينيين قد نموا بغير إقبال كاف على الحياة "فالكثير من الأطفال يولدون هنا لمجرد أن هناك حربا سكانية مع إسرائيل، ولكن أسر هؤلاء الأطفال لا يولونهم فيما بعد الاهتمام الكافي الذي يحتاجونه" حسبما قال المهرج يافي/38 عاما/ الذي أشار إلى أن المهرجين قابلوا الكثير من الأطفال الذين لا يعرفون ما تعنيه السعادة الحقيقية.
ولكن الاحتلال يعني بالنسبة للكثير من النساء الفلسطينيات أيضا الإجهاد الدائم، حيث قالت إحدى نساء معسكرات اللاجئين في رام الله للمهرجين إنها ضحكت لأول مرة منذ عدة أشهر أثناء مشاهدتها الألعاب البهلوانية.
ويقول يافي إن طفلا في بلدة سلوان، بالجزء الشرقي من القدس أجاب عندما سئل عن مزاجه وحالته النفسية بالقول: "حزينة"، ثم حاول المهرج يافي رفع حالته المعنوية وقال: "سنضحك اليوم" ولكن الطفل اكتفى بالرد قائلا:"نعم ولكني سأصبح حزينا مرة أخرى غدا".
نابلس - لورا فيلينا دياتس و سارة ليمل
November 26, 2010