خمسة ملايين شخص معرضون للموت في حال تراجع تويل علاج الأيدز
احتفل العالم يوم 1 ديسمبر/ كانون الأول باليوم العالمي لمكافحة السيدا ويأتي هذا الاحتفال في إطار بوادر تفوح بالأمل خاصة على إثر الأرقام التي كشف عنها التقرير الأخير حول مرض الإيدز في العالم لسنة 2010 والتي تؤكد أن الوباء في طريقه إلى التراجع. لكن بالرغم من ذلك فإن هناك عديد العقبات التي تطمس البوادر الساعية إلى القضاء على الإيدز والإحاطة بالمرضى وتحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة.
وفي هذا الشأن صرح مسؤول ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة "اتش أي في" المسبب لمرض الإيدز يعانون من التمييز في الفلبين.
وقال ريناود ماير مدير البرنامج في الفلبين وفقا لدراسة أجريت عام 2009 إن واحد من بين كل اثنين مصابين بالفيروس في الفلبين "جرى انتهاك حقوقهم"، مؤكدا أن المصابين يجرى احتجازهم أو وضعهم في الحجر الصحي أو فصلهم كما يجبرون على الخضوع لإجراءات طبية أو صحية ويرفض تقديم الخدمات الصحية الأساسية لهم ومنحهم تأمين صحي أو على الحياة". وقال ماير لمنتدى عقد للاحتفال باليوم العالمي للإيدز في مانيلا إن ستة من بين كل عشرة مصابين يفقدون وظائفهم في حين أن مصابا من بين كل عشرة لا يحصل على ترقية في عمله بسبب المرض.
وأضاف أن مريضا من بين كل عشرة اضطر لتغيير مكان إقامته أو لم يسمح له باستئجار مكان ليقيم فيه. وأشار ماير إلى أن بيانات الحكومة أظهرت أن نطاق خدمات الوقاية من الفيروس بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للإصابة بلغت نسبته "38% فيما يعد أقل من الهدف العالمي وهي 80%".
وتعاني عديد الفئات الاجتماعية في جل أقطار العالم من الوضعيات نفسها لكن "هول" المرض والخوف من النبذ والتمييز يجعل الموضع طي الكتمان بالنسبة لأغلب المرضى لذلك تبقى الإحصائيات في هذا الشأن قليلة وقليلة جدا.. لكن ما يغفل عنه الكثير وأن مريض الإيدز إذا لم يتلق الإحاطة والمعنوية أولا فإن ذلك سيدفعه إلى الانتقام من غيره وبالتالي سينقل العدوى إلى العديد من الأشخاص.
عدم احتواء المجتمع للفرد المصاب بالفيروس ليس هو العامل الوحيد الذي يدفع ويعيق تحسن حالة مريض الإيدز، بل هناك عوامل أخرى مثل وصمة العار التي يحملها المصاب إلى جانب الفيروس، والتي تدفع الكثيرين للهروب من معرفة الحقيقة، لأن الوصمة إذا ما وجدت في أي مجتمع تؤثر في جدية الأفراد في قبول الفحص الطوعي، فأغلب الناس يخافون من معرفة أنهم مصابون، وبالتالي سوف ينخفض معدل الاكتشاف وسوف يزداد عدد المصابين".
وكشفت "نيوز ايشيا" التلفزيونية يوم الأحد 28 نوفمبر الجاري/ تشرين الثاني أن حوالي 373 شخصا أصيبوا بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر هذا العام، وذكرت وزارة الصحة السنغافورية إنها تتوقع بأن إجمالي حالات الإصابة الجديدة هذا العام سيكون قريبا من رقم العام الماضي وهو 463.
ولا يزال انتقال العدوى عن طريق الاتصال الجنسي هو الطريقة الرئيسة لانتقال عدوى الفيروس. ومن بين 169 حالة إصابة تم الإبلاغ عنها في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، أصيب 166 حالة بالعدوى من خلال الاتصال الجنسي، ووصلت الحالات المصابة عن طريق الجنس الطبيعي إلى 56 في المائة، فيما بلغت بين المثليين 33 في المائة، وبلغت بين ثنائيي الجنس 9 في المائة. كما أصيب شخص في الحقن بالمخدرات. وفي الصين ازداد عدد الوفيات الناجمة عن مرض الإيدز في الصين بحوالي 20 ألفا في غضون سنة واحدة فقط ليبلغ 68315 شخصا في نهاية أكتوبر الماضي، وذلك منذ بدء انتشار المرض في البلاد في عام 1985.
ووفقا لتقرير الأمم المتحدة، عدد الأشخاص المصابين بالمرض ارتفع من 319877 إلى 370393 شخصا خلال الفترة من تشرين الأول 2009 أكتوبر 2010 أي بزيادة حوالي 60 ألف شخص، أما عدد حاملي فيروس "اتش آي في" فظل في حدود 740 ألفا. وبالنسبة للانتشار الجغرافي، تبقى إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى الأكثر إصابة بأكثر من ثلثي "67%" إجمالي الأشخاص الذين يحملون فيروس "اتش آي في" وحوالي ثلاثة أرباع "72%" الوفيات المرتبطة بالإيدز في عام 2009.
وفي سياق آخر أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن أمريكيا واحدا من أصل أربعة تقريبا أو ما يعادل 82.9 مليون أميركي أجرى فحص فيروس الإيدز في عام 2009، الأمر الذي يشكل رقما قياسيا بحسب البيانات التي تبين من جهة أخرى أن 55% من البالغين في الولايات المتحدة لم يخضعوا أبدا لهذا الفحص.
ويمثل هذا الرقم ارتفاعا يبلغ 11.4 مليون شخص منذ عام 2006، عندما أوصى المركز الأميركي لمراقبة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" البالغين والمراهقين بإجراء هذا الفحص خلال خضوعهم للفحوصات الروتينية. كذلك نصح المركز الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس لإجراء هذا الفحص مرة في السنة على أقل تقدير.
وتشير هذه الأرقام إلى أنه بين عام 2006 وعام 2009، بلغت نسبة البالغين الأميركيين الذين أجروا فحص فيروس نقص المناعة المكتسبة مرة واحدة على أقل تقدير 45%، مقارنة مع 40% بين عام 2001 وعام 2006.
وعلى الرغم من هذا التقدم لم يخضع بعد 55% من البالغين الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما و28.3% من هؤلاء الأكثر عرضة للإصابة بالإيدز، لهذا الفحص. وقد شجب مركز "سي دي سي" هذا الأمر مشددا على أن 200 ألف أميركي على الأقل مصابون بالإيدز ويجهلون ذلك.
ويشدد الدكتور توماس فريدمن مدير المركز الأميركي لمراقبة الأمراض والوقاية منها على "ضرورة بذل مزيد من الجهود لتمكين جميع الأميركيين من الخضوع لفحوصات طوعية ومبكرة وروتينية بهدف إنقاذ أرواح كثيرة والحد من انتشار هذا المرض المرعب، خصوصا وأن غالبية البالغين وأكثر من ثلث الأكثر عرضة للإصابة به لم يخضعوا أبدا لفحص الإيدز".
وبحسب مركز "سي دسي سي" فإن 1.1 مليون بالغ يتعايشون مع الإيدز في الولايات المتحدة، وخمسهم أو 20 ألف منهم يجهلون ذلك.
هناك خطر حقيقي آخر يجعلنا لا نفرح كثيرا بما توصل إليه العالم اليوم في شأن القضاء على وباء الإيدز وهو موت الكثيرين خلال الأعوام القليلة المقبلة نتيجة نقص تمويل العلاج في العديد من الدول الفقير.. إذا لم تتخذ الخطوات الضرورية الآن.
فقد أشار برنامج الأمم المتحدة إلى أنه مقابل توفير 15.9 مليار دولار لمكافحة الإيدز في 2009 فإنه تنقص 10 مليارات دولار من أصل نحو 26 مليار دولار ضرورية لتغطية الاحتياجات في عام 2010.
وقال مدير الوكالة الأممية "إنني خائف لأنه في حال توقف التمويل سيصبح خمسة ملايين شخص يتلقون العلاج معرضون للموت".
وقال تقرير منظمة أطباء بلا حدود أن خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الطارئة للإغاثة من الإيدز "بيبفار" خفضت ميزانيتها لشراء أدوية الإيدز عامي 2009 و2010 وجمدت الميزانية المخصصة للفيروس ومرض الإيدز.
ومع ذلك هناك جهات مانحة أخرى مثل يونيتايد والبنك الدولي أعلنت أيضا عن تخفيض في السنوات المقبلة في تمويل أدوية الإيدز في الملاوي وزيمبابوي والموزمبيق وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
كما يواجه الصندوق العالمي وهو أكبر هيئة في مجال مكافحة الفيروس ومرض الإيدز نقصا في الأموال.
وفي هذا الشأن صرح مسؤول ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة "اتش أي في" المسبب لمرض الإيدز يعانون من التمييز في الفلبين.
وقال ريناود ماير مدير البرنامج في الفلبين وفقا لدراسة أجريت عام 2009 إن واحد من بين كل اثنين مصابين بالفيروس في الفلبين "جرى انتهاك حقوقهم"، مؤكدا أن المصابين يجرى احتجازهم أو وضعهم في الحجر الصحي أو فصلهم كما يجبرون على الخضوع لإجراءات طبية أو صحية ويرفض تقديم الخدمات الصحية الأساسية لهم ومنحهم تأمين صحي أو على الحياة". وقال ماير لمنتدى عقد للاحتفال باليوم العالمي للإيدز في مانيلا إن ستة من بين كل عشرة مصابين يفقدون وظائفهم في حين أن مصابا من بين كل عشرة لا يحصل على ترقية في عمله بسبب المرض.
وأضاف أن مريضا من بين كل عشرة اضطر لتغيير مكان إقامته أو لم يسمح له باستئجار مكان ليقيم فيه. وأشار ماير إلى أن بيانات الحكومة أظهرت أن نطاق خدمات الوقاية من الفيروس بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للإصابة بلغت نسبته "38% فيما يعد أقل من الهدف العالمي وهي 80%".
وتعاني عديد الفئات الاجتماعية في جل أقطار العالم من الوضعيات نفسها لكن "هول" المرض والخوف من النبذ والتمييز يجعل الموضع طي الكتمان بالنسبة لأغلب المرضى لذلك تبقى الإحصائيات في هذا الشأن قليلة وقليلة جدا.. لكن ما يغفل عنه الكثير وأن مريض الإيدز إذا لم يتلق الإحاطة والمعنوية أولا فإن ذلك سيدفعه إلى الانتقام من غيره وبالتالي سينقل العدوى إلى العديد من الأشخاص.
عدم احتواء المجتمع للفرد المصاب بالفيروس ليس هو العامل الوحيد الذي يدفع ويعيق تحسن حالة مريض الإيدز، بل هناك عوامل أخرى مثل وصمة العار التي يحملها المصاب إلى جانب الفيروس، والتي تدفع الكثيرين للهروب من معرفة الحقيقة، لأن الوصمة إذا ما وجدت في أي مجتمع تؤثر في جدية الأفراد في قبول الفحص الطوعي، فأغلب الناس يخافون من معرفة أنهم مصابون، وبالتالي سوف ينخفض معدل الاكتشاف وسوف يزداد عدد المصابين".
وكشفت "نيوز ايشيا" التلفزيونية يوم الأحد 28 نوفمبر الجاري/ تشرين الثاني أن حوالي 373 شخصا أصيبوا بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر هذا العام، وذكرت وزارة الصحة السنغافورية إنها تتوقع بأن إجمالي حالات الإصابة الجديدة هذا العام سيكون قريبا من رقم العام الماضي وهو 463.
ولا يزال انتقال العدوى عن طريق الاتصال الجنسي هو الطريقة الرئيسة لانتقال عدوى الفيروس. ومن بين 169 حالة إصابة تم الإبلاغ عنها في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، أصيب 166 حالة بالعدوى من خلال الاتصال الجنسي، ووصلت الحالات المصابة عن طريق الجنس الطبيعي إلى 56 في المائة، فيما بلغت بين المثليين 33 في المائة، وبلغت بين ثنائيي الجنس 9 في المائة. كما أصيب شخص في الحقن بالمخدرات. وفي الصين ازداد عدد الوفيات الناجمة عن مرض الإيدز في الصين بحوالي 20 ألفا في غضون سنة واحدة فقط ليبلغ 68315 شخصا في نهاية أكتوبر الماضي، وذلك منذ بدء انتشار المرض في البلاد في عام 1985.
ووفقا لتقرير الأمم المتحدة، عدد الأشخاص المصابين بالمرض ارتفع من 319877 إلى 370393 شخصا خلال الفترة من تشرين الأول 2009 أكتوبر 2010 أي بزيادة حوالي 60 ألف شخص، أما عدد حاملي فيروس "اتش آي في" فظل في حدود 740 ألفا. وبالنسبة للانتشار الجغرافي، تبقى إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى الأكثر إصابة بأكثر من ثلثي "67%" إجمالي الأشخاص الذين يحملون فيروس "اتش آي في" وحوالي ثلاثة أرباع "72%" الوفيات المرتبطة بالإيدز في عام 2009.
وفي سياق آخر أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن أمريكيا واحدا من أصل أربعة تقريبا أو ما يعادل 82.9 مليون أميركي أجرى فحص فيروس الإيدز في عام 2009، الأمر الذي يشكل رقما قياسيا بحسب البيانات التي تبين من جهة أخرى أن 55% من البالغين في الولايات المتحدة لم يخضعوا أبدا لهذا الفحص.
ويمثل هذا الرقم ارتفاعا يبلغ 11.4 مليون شخص منذ عام 2006، عندما أوصى المركز الأميركي لمراقبة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" البالغين والمراهقين بإجراء هذا الفحص خلال خضوعهم للفحوصات الروتينية. كذلك نصح المركز الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس لإجراء هذا الفحص مرة في السنة على أقل تقدير.
وتشير هذه الأرقام إلى أنه بين عام 2006 وعام 2009، بلغت نسبة البالغين الأميركيين الذين أجروا فحص فيروس نقص المناعة المكتسبة مرة واحدة على أقل تقدير 45%، مقارنة مع 40% بين عام 2001 وعام 2006.
وعلى الرغم من هذا التقدم لم يخضع بعد 55% من البالغين الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما و28.3% من هؤلاء الأكثر عرضة للإصابة بالإيدز، لهذا الفحص. وقد شجب مركز "سي دي سي" هذا الأمر مشددا على أن 200 ألف أميركي على الأقل مصابون بالإيدز ويجهلون ذلك.
ويشدد الدكتور توماس فريدمن مدير المركز الأميركي لمراقبة الأمراض والوقاية منها على "ضرورة بذل مزيد من الجهود لتمكين جميع الأميركيين من الخضوع لفحوصات طوعية ومبكرة وروتينية بهدف إنقاذ أرواح كثيرة والحد من انتشار هذا المرض المرعب، خصوصا وأن غالبية البالغين وأكثر من ثلث الأكثر عرضة للإصابة به لم يخضعوا أبدا لفحص الإيدز".
وبحسب مركز "سي دسي سي" فإن 1.1 مليون بالغ يتعايشون مع الإيدز في الولايات المتحدة، وخمسهم أو 20 ألف منهم يجهلون ذلك.
هناك خطر حقيقي آخر يجعلنا لا نفرح كثيرا بما توصل إليه العالم اليوم في شأن القضاء على وباء الإيدز وهو موت الكثيرين خلال الأعوام القليلة المقبلة نتيجة نقص تمويل العلاج في العديد من الدول الفقير.. إذا لم تتخذ الخطوات الضرورية الآن.
فقد أشار برنامج الأمم المتحدة إلى أنه مقابل توفير 15.9 مليار دولار لمكافحة الإيدز في 2009 فإنه تنقص 10 مليارات دولار من أصل نحو 26 مليار دولار ضرورية لتغطية الاحتياجات في عام 2010.
وقال مدير الوكالة الأممية "إنني خائف لأنه في حال توقف التمويل سيصبح خمسة ملايين شخص يتلقون العلاج معرضون للموت".
وقال تقرير منظمة أطباء بلا حدود أن خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الطارئة للإغاثة من الإيدز "بيبفار" خفضت ميزانيتها لشراء أدوية الإيدز عامي 2009 و2010 وجمدت الميزانية المخصصة للفيروس ومرض الإيدز.
ومع ذلك هناك جهات مانحة أخرى مثل يونيتايد والبنك الدولي أعلنت أيضا عن تخفيض في السنوات المقبلة في تمويل أدوية الإيدز في الملاوي وزيمبابوي والموزمبيق وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
كما يواجه الصندوق العالمي وهو أكبر هيئة في مجال مكافحة الفيروس ومرض الإيدز نقصا في الأموال.
يمينة حمدي
December 4, 2010